فشل العمل الوحدوي ولم يفشل مبدأ الوحدة

سلسلة دراسات الوطن العربي – الدولة القطرية وإمكانيات قيام دولة الوحدة
منتدى الفكر العربي – عمّان – 1988
فشل العمل الوحدوي ولم يفشل مبدأ الوحدة العربية
الدكتور عبد الله عبد الدائم
الأُمة والقومية:
1- مهمة الحركة القومية أن تحول الأُمة الموحدة من حال الوجود بالقوة، على حد تعبير أرسطو، إلى حال الوجود بالفعل. والأُمة العربية، بحكم مقومات الوحدة الموضوعية الراسخة فيها، موجودة بالفعل، وقائمة هناك في أعماق المشاعر لدى أبناء الشعب العربي، ومتجلية في حتمية التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تفرضه بنية الوطن العربي وطبيعته وحاجاته. وليس من جديد القول أن نؤكد حقيقة بدت بدهية، وهي أنه ما اجتمع لأُمة مثل ما اجتمع للأُمة العربية من مقومات الوحدة. سوى أن هذا الوجود الموحد بالقوة، بحكم تلك المقومات وبحكم حاجات مستقبل الوطن العربي كله ومستلزمات تقدم كل قُطر من أقطاره، لا ينقلب إلى وجود بالفعل سهواً رهواً أو بعصا ساحر أو بقرار سياسي عاجل.
أمراض التجزئة:
2- ذلك أن أمراض التجزئة قد استشرت في أرجاء الوطن العربي بعد حقبة طويلة من الانفصال بين أجزائه، ومن غير الجائز تجاهلها أو التقليل من خطرها. ولعل تلك العلل التي ولدتها التجزئة، وما رافقها من قيام كيانات متحجرة ومن ولادة مصالح طبقية وسياسية معطِّلة، هي من أبرز العوامل التي ساعدت على فشل تجارب الوحدة العربية في العقود الأخيرة. لاسيما أن آثار تجزئة الوطن العربي من قبل الاستعمار الغربي قد انضافت إليها آثار حقبة طويلة من التخلف والجهالة مرت بها الأمة العربية منذ انهيار الدولة العربية وسقوطها في أيدي أخلاط المغول والتتر والأتراك، ومنذ سقوط بغداد بوجه خاص على يد هولاكو عام 1258، وما تلا ذلك من حكم عثماني مغرق في الجهالة ومعادٍ للعروبة، خلَّف في الواقع العربي وفي النفوس والعقول من عِلل التجزئة وأمراضها ومن مظاهر الإقليمية وأعراضها أوبئة كثيرة لا يمكن إغفال دورها في مقاومة العمل الوحدوي الناشئ.

دور الاستعمار والإمبريالية:
3- يُضاف إلى هذا أن الاستعمار، ومن بعده الإمبريالية، قد جعلا على رأس أهدافهما إضعاف الوجود العربي عن طريق تجزئته وتفتيته، والحيلولة بينه وبين وحدته وتضامنه، ومنع تقدمه بالتالي، وتعطيل أي جهد يقوم به من أجل بناء مشروعه الحضاري المتقدم وكيانه الموحد القادر. ونرى ذلك واضحاً في تصريحات الكثير من أقطاب الدول الاستعمارية منذ أيام ازدهار الاستعمار البريطاني في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين (ويكفي من أجل ذلك أن نرجع إلى تقرير بنرمان الشهير عام (1907) حتى ظهور الإمبريالية الجديدة). كما كان واضحاً في نكوص تلك الدول عن وعودها للعرب بعد الحرب العالمية الأولى (معاهدة سايكس بيكو، مؤتمر الصلح بفرساي، مؤتمر سان ريمو وسواها) ثم في تآمرها الحديث ضد الوحدة العربية المصرية السورية بوجه خاص، وضد أي جهد وحدوي آخر.
تفتيت الوجود العربي رأس الأهداف الصهيونية:
4- وقد التقت خطة الاستعمار والإمبريالية هذه مع الخطة الصهيونية وأهداف الحركة الصهيونية منذ بدايتها، وولد منذ ذلك الحين حلف مشترك يحمل هدفاً مشتركاً أساسياً هو السعي الدائب لتفتيت الوجود العربي بشتى الأساليب، عن طريق استغلال الانقسامات الطائفية والعِرقية، وعن طريق إذكاء المصالح القُطرية الضيقة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، تحقيقاً لاستقرار الدولة اليهودية وضماناً لأمنها.
دور الحركة القومية العربية:
5- ومن هنا كان تحويل الوجود العربي الموحد بالقوة إلى وجود عربي موحد بالفعل، أمراً يحتاج إلى نضال مستمر على شتى المستويات، يستهدف المقاومة العلمية والعملية المنظمة للعوامل التي تبقي على التجزئة وتذكيها، وعلى رأسها العوامل التي أشرنا إليها (أمراض التجزئة، الاستعمار، الصهيونية وإسرائيل). ومعنى هذا أن الحركة القومية لا تجد أمامها طريقاً معبَّدة ميسَّرة، بل تجد أمامها طريقاً مليئة بالمصاعب والأشواك. والمقتل الذي تتعرض له الحركة القومية العربية هو أن تحسب أن توحيد الأمة العربية ينبغي أن يأتي عفو الخاطر، كالثمرة التي تتساقط من الشجرة بعد نضجها، أو أن تظن أن القرارات السياسية وحدها، مهما يكن شاؤها، قادرة على توليد ذلك الوجود الموحد. فللظواهر الاجتماعية قوانينها، وهي لا تُغيَّر بجرة قلم، أو بإرادة حاكم. ولابد للتأثير في القوانين التي تحكم أية ظاهرة اجتماعية من تشكيل الظروف تشكيلاً جديداً قادراً على تغيير تلك القوانين لكي نستبدل بها قوانين جديدة. والعوامل التي خلقت التجزئة في الوطن العربي، والتي ما تزال تعمل على ترسيخها، قوانين صارمة، لابد من تحليلها وإدراكها إدراكاً علمياً عميقاً من أجل وضع خطة علمية للتغلب عليها، ولابد لتعطيلها من نضال يومي مستمر ومتصل على جميع الأصعدة الفكرية والسياسية وسواها.
الجمع بين العقل والانفعال أبرز مهمات الحركة القومية:
6- وبتعبير آخر، مهمة النظرية القومية والحركة القومية أن تضيف إلى المشاعر الانفعالية والعاطفية المستقرة في نفوس الكثرة الكاثرة من أبناء الشعب العربي والتي تشعرهم بوحدة وجودهم ومصيرهم، وعياً عقلياً علمياً محركاً من جانب، ونضالاً فكرياً سياسياً مستمراً من جانب آخر. أما الوعي العقلي العلمي فسلاحه بالدرجة الأولى أفكار وأنظار ودراسات تظهر عمق جذور الوحدة بين أبناء الشعب العربي، وتكشف عن تكامل الوجود العربي ووحدة مصيره، وتضع بوجه خاص أمام أبناء الشعب العربي الصورتين الممكنتين لذلك الوجود (أو المشهدين الممكنين): صورة الوجود العربي في حال استمرار التجزئة (وهي صورة مظلمة قاتمة تكاد تكون عين الصورة التي يريدها الاستعمار وتريدها إسرائيل)، وصورة الوجود العربي في حال التكامل والتضامن والوحدة (وهي وحدها القادرة على التغلب على الطريق المسدود الذي كادت تصل إليه الدول القُطرية في البلاد العربية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسياسية وسواها، فضلاً عن شأنها في بناء الكيان الحضاري العربي الخصيب في عصر الكتل الكبرى). ومثل هذا الجهد العقلي يضطلع بجانب هام منه “مركز دراسات الوحدة العربية” ومقره بيروت، وقد كانت أبرز صُوره تلك الدراسات التي أعدها حول “استشراف مستقبل الوطن العربي”. وهو جهد ينبغي أن تغذيه العقول العربية جميعها بعطائها تغذية واعية لأغراضها، لا تكتفي بتقديم الدراسات العلمية حول أهمية تكامل الوجود العربي في شتى الميادين، بل تتريث بوجه خاص عندما تحمله الدراسات من معانٍ تشير إلى حتمية الوحدة، وتقوى بالتالي على أن تجعل من الأفكار والأنظار قوى محركة فاعلة.
وأما النضال الفكري والسياسي، فينبغي أن ينطلق من ذلك الوعي العقلي والعلمي، المحمَّل بالشحنة الانفعالية المشرئبة إلى الوحدة، وبالإيمان بأهميتها ودورها الحاسم، من أجل تعبئة الجماهير العريضة تعبئة منظمة، بحيث تصبح قوة ضاغطة ومحركة، وبحيث تقوى بوجه خاص على الكشف عن القوى المعادية للوحدة بشتى أشكالها، من أجل تعطيلها وإبطال سعيها.
المعرفة قوة:
7- وهذه الطاقة التي تولد على هذا النحو من شرارة اللقاء بين الوعي والانفعال، ينبغي أن يهديها عمل علمي رصين، يرصد العوائق التي تقف في وجه الوحدة، ويحلل أسبابها ومنطلقاتها، ويعمل على مغالبتها مغالبة علمية منهجية. ولئن كان الكثير من معوقات الوحدة يتخفى ويتراجع أمام حميا العمل القومي الجاد والمؤمن والواعي. فإن من الوهم أن نتخيل أن تنهار هذه المعوقات انهياراً حاسماً إذا نحن لم نقتلع جذورها عن طريق فهم عوامل تكوّنها وولادتها، ودوافع نموها وانتشارها، فهماً يُمكِّننا من إبطال طاقتها الحركية المولدَّة. وهذا يستلزم تحليلاً علمياً موضوعياً رصيناً ودقيقاً للواقع العربي، في شتى مجالاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، بل في مجالاته الإنسانية والنفسية، قوامه البحث عن الخيوط الرائدة التي تمسك بهذا الواقع المجزأ المتردي، ومنطلقه التغلب على الأشياء عن طريق الخضوع لها، على حد تعبير “فرانسيس بيكون”، أي عن طريق معرفتها وإدراك قوانينها….
ومثل هذا التحليل العلمي الرصين ليس بالأمر اليسير. إنه في حاجة إلى تضافر العقول العربية من أجل تحليل الواقع العربي وإدراك جذوره التاريخية، ومن أجل البحث بحثاً توليدياً تكوينياً في نشأة المشكلات التي يواجهها والعقبات التي يشكو منها. وذلك كله في سبيل التأثير الفعَّال المجدي في مسيرة واقع عربي لا نعرفه حق المعرفة حتى اليوم.
لا بد من اقتلاع عوامل اليأس من نفوس الجماهير:
8- ولعل أبرز وسائل النضال المتصل من أجل بناء الوحدة، اقتلاع عوامل اليأس من نفوس الجماهير العربية. ويتم ذلك بوجه خاص عن طريق التأكيد على أن العمل من أجل الوحدة عمل طويل النفس، عمل يغالب عوامل موضوعية قائمة، وأن فشل تجارب الوحدة العربية لا يعني فشل مبدأ الوحدة، بل يؤكد أهمية العمل العقلاني الطويل في سبيل التغلب على العوامل التي أدت إلى فشل التجارب السابقة، وقد تؤدي، إن استمرت، إلى فشل التجارب اللاحقة. والتاريخ لا يعرف أمة لم تواجه الفشل تلو الفشل في بناء كيانها المرجو، ولكنه يعرف أمماً كثيرة أدركت عوامل الفشل وتغلبت عليها في النهاية. وليست دروس الوحدة الألمانية والوحدة الإيطالية والوحدة السلافية بل الوحدة الأمير كية (الولايات المتحدة) ببعيدة عن أذهاننا. بل لعل من واجبنا أن نعي وعياً أعمق دروس قيام الكيان الإسرائيلي بعد خمسين عاماً من ولادة الحركة الصهيونية على يد “هرتزل”.
مضمون الوحدة يولِّد شكلها:
9- أما الشكل الذي يمكن أن تأخذه الوحدة فهو الشكل الذي يولد من خلال تحرك الحركة القومية العربية ونضالها ونموها، والذي يفرضه الوجود العربي نفسه بعد أن يتحرر من عوامل التجزئة ويعي ذاته وأهدافه. ورغم ما قيل ويقال عن أهمية الشكل في نجاح الوحدة، ورغم الفكرة التي ترى أن أحد أسباب فشل تجربة الجمهورية العربية المتحدة ركونها منذ البداية إلى الوحدة الاندماجية بدلاً من الوحدة الاتحادية أو سواها، يظل من الصحيح أن الشكل وحده لا يحل المسألة، وأن حلها لا يكون إلاّ بالنضال المستمر من أجل التغلب على عوامل التجزئة، وأن هذا النضال هو وحده الذي يمنح للشكل مضمونه السليم القادر على الحياة والبقاء، بل هو الذي يولد ذلك الشكل.
على أنه يظل من الصحيح – لا سيما في عصرنا – أن اللامركزية الإدارية أقدر دوماًُ على تحقيق أوسع مشاركة في الحكم من قبل المناطق المختلفة والفئات الاجتماعية المتنوعة، وأن منح المزيد من الصلاحيات للسلطات المحلية، على اختلاف مستوياتها الإدارية، يزيد في تلاحم الأمة كما يزيد في فعالية الحكم جملة وفي مردوده وعطائه، فضلاً عن آثارها الهامة في إشاعة الديمقراطية الحقة، عن طريق المشاركة الفعلية في الحكم. وفي كل الأحوال، لا بد من العمل الفكري والسياسي والنضال العملي الموصول من أجل بناء الوحدة. من خلال الثغرات التي تفسح المجال لمشاعر الغبن أو منازع التسلُّط أو آفات انعدام العدالة بين أجزاء الدولة الواحدة أياً كان شكلها.
وما جرى قبل قيام الدولة الاتحادية في أمريكا يقدم لنا درساً ثميناً في هذا المجال، ويبين كيف عمل المنادون بالوحدة بين الدول الثلاث عشرة إذ ذاك على تأكيد سلطات كل ولاية في كثير من المجالات، وعلى توفير الضمانات اللازمة للولايات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، الأمر الذي غدا من أهم مقومات دستور الولايات المتحدة (كما يظهر بشكل خاص في التمثيل النسبي في الكونغرس تبعاً لعدد السكان في مقابل التمثيل المتساوي في مجلس الشيوخ). وفي كتاب “الدولة الاتحادية” “لهاملتون” و “ماديسون” و”جي” (الذي ترجمه الدكتور جمال محمد إلى اللغة العربية منذ عقود عديدة) عرض عامر بالدروس ومثير للاهتمام لصنيع دعاة الوحدة إذ ذاك، وحرصهم بوجه خاص على استخدام لغة المنطق والعقل والواقع في تصورهم للدولة الاتحادية الموعودة.
مبدأ الوحدة لم يفشل:
10- وجملة القول أن تجربة الدولة القطرية تجربة أثبتت فشلها في شتى الميادين، ولكنها باقية بسبب العوامل التي ولدت التجزئة. وإن مبدأ الوحدة العربية لم يفشل، ولكن الذي فشل هو العمل للوحدة دون قيام الوعي الفكري والسياسي اللازم لقيامها، ودون الاضطلاع بالنضال الجماهيري الذي يعمق الإيمان بها، ويعبىء النفوس من أجلها. وما نراه اليوم من تردي الواقع العربي في شتى المجالات ليس إلا برهاناً بالخلف، كما يقول المناطقة، على ما يؤول إليه الوجود العربي حين ينحسر المد القومي ويضعف الوعي الوحدوي ويخمد النضال الجماهيري.
ترابط عناصر النضال من أجل الوحدة:
11- ولا حاجة إلى القول أن التوعية الوحدوية والنضال الوحدوي ضد عوامل التجزئة التي أشرنا إليها يكشفان على نحو واضح عن الصلة العميقة المتبادلة بين النضال ضد الإمبريالية وإسرائيل، والنضال ضد العلل والاتجاهات الفكرية والنفسية التي خلفتها التجزئة، والنضال ضد أصحاب المصلحة في بقاء التجزئة على اختلاف صورهم وانتماءاتهم. على أنهما يكشفان، أولاً وقبل كل شيء، عن أهمية تحرير العمل الفكري والجهد الشعبي والجماهيري من القيود التي تفرض عليهما.
إطلالة على المستقبل:
12- وأخيراً، إن التجربة المرة التي تمر بها الأقطار العربية كلها، رغم التفاوت النسبي الضئيل فيما بينها، سواء في حياتها الاقتصادية أو الاجتماعية أو التربوية أو السياسية أو سواها، لا بد أن تكون محملة بالوعود، ولا بد أن تولد نقيضها من داخلها، لا سيما أن الواقع العربي المتردي القائم يرفضه ويلفظه أبناء الأمة العربية جميعهم، سواء كانوا حكاماً أو محكومين. ومع ذلك فالخروج من المأزق الذي أوصلتنا إليه حال التجزئة والتشتت والتنافر، ليس بالأمر اليسير، لا سيما على المدى القريب. فالمستقبل العربي القريب غداً مرتهناً إلى حد كبير، في شتى الميادين، بسبب السياسات التي اتبعت في العقود الأخيرة، كما تشير الإسقاطات المختلفة، من اقتصادية واجتماعية وتربوية وسواها. والبلاد العربية في حاجة إلى بذل الجهد أضعافاً مضاعفة إذا هي أرادت أن تحدث تغييراً ذا شأن في النتائج التي يفرزها امتداد السياسات الماضية في شتى الميادين. وتحويل الانحدار القومي، وبوجه خاص ذلك الانحدار الذي عرفته العقود الأخيرة، بحيث يبدأ في السير صعداً في الاتجاه المعاكس، يحتاج إلى جهد هائل من التوعية الفكرية والسياسية ومن النضال العملي المنظم. غير أن المهمة ممكنة، والمنعطف آتِ، ما في ذلك شك، ما دامت الأمة العربية رافضة لمصيرها الحالي، بمنطق القلب والعقل والمصلحة والأمن والطموح القومي، شريطة أن يخدم رفضها هذا فكر سياسي قومي عميق واع يولد نضالاً شعبياً مدركاً لأهدافه مؤمناً بها. وهذا كله يستلزم، كما قلنا ونقول، تحرير الفكر العربي من عقاله، وتحرير الجماهير العربية من القيود التي ترزح تحتها، وشق الطريق واسعاً أمام الديمقراطية الولود والحرية الخصيب.