“بكلمات”

– دكتور عبد الدائم، كبيرٌ أنت: حول دَور بيروت الثقافي. عُقد عندنا مؤتمرٌ لفتَنْنا منه خطبة الدكتور عبد الدائم. ومنها أنّ «لبنان أبدعَ ثقافةً تفوق شموخ جباله، وعُمقَ وديانه، وإشراقَ آفاقه وتطلُّعَه الدائم إلى السماء». ومنها كذلك قولُه: «إن لبنان له القدرة على أن يُفكَّر تفكيراً مناقضاً لفكره». «تطلُّعَنا الدائم إلى السماء». يقول إن عطاءنا الأرضيّ، مهما عظُم، يستحيل أن يبلغ حجمَ ما نُمنَحُه من قبل السماء. وقولته الثانية. أننا بلدٌ بوسعه أن «يفكر تفكيراً مناقضاً لفكره». هي الشهادة لِمُرونة عقلنا التي تساوي كلّ رُقي الدنيا. وأوضح العلاّمة عبد الدائم أن الكلمة هي للفيلسوف هايدغر. وقوله إنها تنطبقُ علينا مجدٌ لنا ما بعده مجد. دكتور عبد الدائم، كنا نعرفك تُحبنا الحبّ الخليق بك. ولكنك بسموك في تقييمنا هذا السمو. تجعلنا نسلكك في عقد العشرين عظيماً الذين قال كلُ منهم فينا كلمة لم تقل ولا في شعب. نكتفي هنا بذكر ثلاث منهم: بول موران في قولته: «صور وصيدون كانتا ذات مرّة هما كلّ تاريخ العالم» – بيار هوباك في قولته: «المرأة الفينيقية ليست لتتسرى بها، بل لتتزوجها» – وقولة فكتور بيرار: «فينيقيا هي الوطن الأم لعبر بحر اسمه أوروبا».