مداخلة الدكتور عبد الله عبد الدائم في ندوة: «العرب ومواجهة إسرائيل: احتمالات المستقبل»

1- نقطة البداية في أي استراتيجية تحديد الغاية النهائية (أو البعيدة المدى)، ومن ذلك التحديد (الذي ينبغي أن يكون واضحاً) ينطلق تحديد الأهداف المرحلية والخطط والوسائل.
2- الغاية النهائية للصراع العربي الإسرائيلي يمكن تلخيصها فيما يأتي: تفكيك الوجود الإسرائيلي عن طريق تعبئة وتفعيل جميع طاقات الوجود العربي، وتحريض الإرادة العربية المشتركة، وبناء المشروع الحضاري العربي.
3- هذه الغاية – كأية غاية – ينبغي أن تكون واضحة لا لبس فيها، وأن تكون مبرراتها واضحة، وأن تكون أساليب الوصول واضحة.
4- أهم مبرر لهذه الغاية هو أن الوجود العربي والوجود الصهيوني لا بد أن ينفي أحدهما الآخر، وليس هنالك خيار ثالث.
ويرجع السبب في ذلك إلى:
أ- طبيعة الصهيوينة.
ب- واقع الدولة الصهيونية القائمة ومخططاتها.
ج- واقع اليهودية العالمية وأهدافها.
د- الارتباط العضوي بين إسرائيل والإمبريالية الأمريكية.
5- منذ البداية عبّر جابوتنسكي عن منطلقات الصهيونية تعبيراً واضحاً حين قال أن “السلطة بمعناها الحقيقي تعني سيطرة الإنسان على الإنسان عن طريق القوة”، وحين قال “وليس ثمة ما يدفع العرب إلى قبولهم بإسرائيل سوى الهزائم والقوة”.
6- يعبر نتنياهو اليوم في كتاب “مكان تحت الشمس” عن مثل هذا الاتجاه حيث يقول “إن الإسلام الحق والباقي هو السلام المبني على الردع الإسرائيلي”.
7- لا خيار آخر أمام العرب إذن، والكرة في ملعب إسرائيل لا في ملعب العرب، وما على إسرائيل – إن جنحت إلى السلم – إلا أن تثبت ذلك فعلاً لا قولاً، وإن تغير طبيعتها الصهيونية العدوانية. وما لم تفعل ذلك، فلا بد مما ليس منه بدّ، ولسان حال العرب بيت الشاعر القروي:
أما السلام فإننا أعداؤه حتى يدين بحبه أقوانا
8- يبقى بعد ذلك أن يعبئ العرب جماهير الشعب العربي في هذا الاتجاه، وأن يعززوا إرادة العمل والنضال المشترك عندهم لهذه الغاية، وأن يقووا لديهم إرادة الرد على التحدي التي هي أساس بقاء الشعوب وتقدمها، كما يقول توينبي وأن يتوسلوا إلى تلك الغاية بكل الوسائل، وعلى رأسها جعل الصراع صراعاً حضارياً ووجودياً حقاً.
9- وقد أشارت الأبحاث التي قدمت للندوة إلى أهم مقومات النضال في سبيل هذه الغاية.
ولكن لا بد من مرحلة هذه الغاية ( أي رسم مراحلها ) وتوضيح أهداف كل مرحلة ودورها في الوصول إلى الغاية النهائية.
ولا بد من رسم الوسائل والسبل في كل مرحلة رسماً عقلانياً، بل إجرائياً (Operational) متكاملاً ووضع شبكة متآخذة ومتآزرة من الوسائل والسبل.