في افتتاح ندوة التحصيل الطلابي بجامعة البحرين

رئيس الجامعة: أطالب بأن نعمل معاً لإنتاج إنسان ينتمي إلى المستقبل
عبد الله عبد الدائم: المدرسة ووسائل الإعلام مطالبة بتغيير مستمر للدخول إلى قرن جديد
كتب: حافظ إمام
طالب رئيس جامعة البحرين الدكتور محمد بن جاسم الغتم رجال الفكر التربوي والمعلمين والأساتذة بالعمل معاً من أجل إنتاج إنسان ينتمي إلى المستقبل ويفكر بطريقة الزمن الآتي بدلاً من إنسان يعيش في الماضي وغير قادر على الأداء الكامل في العالم الجديد البازغ مع نهاية هذا القرن.
وتساءل، أمام جمع غفير من رجال التربية والأساتذة الذين اجتمعوا صباح أمس بجامعة البحرين في افتتاح ندوة التحصيل الطلابي بين الواقع والاحتياجات المستقبلية: كيف يمكن لنظامنا التربوي أن ينتج «إنساناً قادراً على التعلم غير مستكين لمجرد التعليم مبدعاً بانضباط فردياً من ضمن الجماعة، ناقداً على التزام، مثابراً إلى درجة الإتقان، مصراً على بلوغ ذروة الجودة، مستبقاً لإرهاصات التغيير، عالمياً بما يفكر، محلياً بما يعمل ويفيد».
وكان رئيس الجامعة قد رعى صباح أمس هذه الندوة التي نظمتها كلية التربية بجامعة البحرين وشارك فيها نحو 100 مشارك من المفكرين التربويين ورجالات التربية والمعلمين وأساتذة الجامعات. وقد وجه رئيس الجامعة كلمة إلى المنتدين في البداية حمّلهم فيها مسؤولية بناء الأجيال القادمة القادرة على التعامل مع القرن الجديد.
وقال: إن اجتماع نخبة كهذه هو خير وسيلة متاحة لنا من أجل الغوص في أعماق إرثنا التربوي وتشخيص ممارستنا الحاضرة والخروج بتصور مستقبلي لمجمل أنظمتنا وممارساتنا التربوية: فلسفة وأهدافاً واستراتيجية ومناهج وطرق تحصيل ومنهجية تقويم وقنوات معلومات مرتجعة – Feed Back فتكتمل لدينا دائرة عقلانية من التبصر والتخطيط والعمل ككائن حي قادر على التجديد والارتقاء.
ومس عميد كلية التربية الدكتور حسين بدر السادة في كلمته نفس المعاني التي أعلنها رئيس الجامعة مؤكداً أن هذه الندوة المكثفة تأتي ضمن جهود كلية التربية تنفيذاً لطموح التميز ووفاء للدور المطلوب منها والآمال المعقودة عليها في تأهيل الأجيال البحرينية الشابة لاستحقاق الدخول إلى القرن الحادي والعشرين.
وقال إن السيطرة والقيادة سوف تكونان مستقبلاً لمن يملك القدرة المعرفية ويواكب مستجداتها وتحولاتها. والعالم يكاد ينقسم إلى نخبة علمية بالغة الذكاء تتعامل مع تكنولوجيا بالغة الذكاء بدورها مما يوطد سيطرتها وينظم قدرتها القيادية، وغالبية تابعة يوكل إليها القيام بالأعمال الإنتاجية السلعية والخدمية التقليدية.
وفي كلمة ترحيبية أعربت رئيسة اللجنة التنظيمية للندوة الدكتورة جيهان العمران عن ترحيب الجامعة بالمشاركين والحضور ومن يمثلون نخبة من الشخصيات العربية البارزة في مجال التربية والتعليم والإعلام وخصت كلاً من الدكتور عبد الله عبد الدائم والدكتور محي الدين توق والأستاذ الدكتور محمود السيد والأستاذ الدكتور بدر العمر. كما رحبت بالأستاذ خليل الذوادي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون بوزارة شؤون مجلس الوزراء والإعلام وبالدكتور فيصل عبد القادر المنسق العام لبرامج الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وألمحت د. جيهان إلى أهمية هذه الندوة على الساحتين التربوية والتنموية خلال تحول العالم إلى القرن الجديد القادم وحاجتنا إلى تنمية البعد الوجداني لإنساننا العربي وتعزيز مهاراته الاجتماعية.
وقد ناقشت الندوة خلال يومها أمس ثلاث أوراق رئيسية موزعة على ثلاث جلسات عمل على النحو التالي:
* بدأت جلسة العمل الأولى في تمام الساعة العاشرة صباحاً وموضوعها «دور المدرسة المتغير مع دخول القرن الحادي عشر» للأستاذ الدكتور عبد الله عبد الدائم رئيس المشروعات التربوية بمنظمة اليونسكو.
وضمت الورقة مدخلاً عاماً يؤكد على أن التغير قائم ومستمر، ويوضح دور التربية في هذا التغيير. وتتحدث الورقة عن المعالم الأساسية للتغير الذي يتم في عصرنا وما يجب على التربية أن تفعله في مواجهة التغيير السريع القائم حالياً والقادم مستقبلاً. وتوضح الورقة كذلك معالم التغير عند تخوم القرن الحادي والعشرين سواء في مجال وسائل الاتصال والمعلومات
أو في مجال عالم الاقتصاد والمال أو في مجال عالم المعرفة والعلم، والتغير الاجتماعي المتسارع، بالإضافة إلى قضية العولمة.
كما ناقشت ورقة الجلسة الأولى دور التربية في التغير ومعالم النظام التربوي التي تشمل مرونته واستمراريته ثم قضية التعلم الذاتي وضرورة ربط التربية بحاجات العمالة المتجددة وربطها بالتقنيات المعلوماتية وبالتراث الثقافي العربي والعالمي.
وقد ترأس الجلسة الأولى الدكتور حسين بدر السادة عميد كلية التربية أما مقرر الجلسة فهو الدكتور نبيل فضل أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك.