تلخيص للمناقشة التي جرت حول كتابه “نحو فلسفة تربوية عربية جديدة” في دار الندوة – بيروت

تم في «دار الندوة» مناقشة كتاب «نحو فلسفة تربوية عربية جديدة» للدكتور عبد الله عبد الدايم شارك فيها السادة: منح الصلح رئيس مجلس إدارة دار الندوة، الدكتورة زاهية قدورة رئيسة «المجلس النسائي اللبناني»، الدكتورة أمان كبارة شعراني أستاذة مادة التربية في الجامعة اللبنانية، الدكتور ناصيف نصار أستاذ مادة التربية في الجامعة اللبنانية، الدكتور منير بشور رئيس دائرة التربية في الجامعة الأميركية وعدد من الشخصيات التربوية والاجتماعية والثقافية والسياسية. وأدارت المناقشة الدكتورة زاهية قدورة.
الصلح
وتحدث باسم «دار الندوة» رئيس مجلس إدارتها السيد الصلح فقال: «لنا الشرف أن تنعقد في هذه الدار الندوة الدراسية حول كتاب: نحو فلسفة تربوية عربية جديدة للدكتور عبد الله عبد الدايم واحد من نخبة الأعلام العرب الذين نذروا فكرهم ونضالهم من أجل تأسيس أمة عربية جديدة، ومجتمع عربي جديد، وإنسان عربي جديد. وهو رمز مجيد من رموز العمل لبعث الأمة العربية على أساس الأصالة والمعاصرة. وكتابه موضوع الدراسة اليوم يحمل في ما يحمل خاصة بارزة من خصائص فكره، هي الجمع بين الأكاديمية الراقية، والنظرة القومية الشاملة، والتجربة العملية الطويلة في شتى مجالات الفكر والحياة».
وتابع قائلاً: «إن نضاله وفكره يتجاوزان كونهما جزءاً أساسياً من بقايا الصمود في أمة ليكونا منطلقاً راسخاً باتجاه المستقبل..
وقد كان ولا يزال جزءاً من وهج دمشق في تاريخ الأمة العربية الثقافي والقومي. وهو في جميع المواقع التي احتلها كوزير وكمستشار وكأستاذ جامعي، وفي الدوائر العربية والعالمية كافة، بقي أميناً لنبض أمته ولهذا النقد الخلاق الذي يمتاز به كل صاحب كلمة جديدة في أمته».
قدورة
وقالت الدكتورة قدورة: «إن التربية كما قال عنها أجدادنا العرب صناعة ليست كسائر الصناعات لأن مادتها أشرف المواد». وتابعت «إننا اليوم في الوطن العربي بحاجة إلى تربية قومية متجددة، تربية موحدة وموحدة في المفاهيم والرؤى، أي إلى تربية قومية يصار الاتفاق على أسسها ونواتها ومناهجها وفلسفتها، تلك الروابط الملتصقة بالمبادئ القومية العامة. والتربية القومية ليست مناخات وشعارات إنما هي مضمون وفعل إيمان، إيمان بالبناء الوطني والتحصين القومي».
شعراني
الدكتورة شعراني أشارت إلى: «أن الذات التي تربى كما يقول الدكتور عبد الدايم في حياة وكتب ومناهج وطرائق تنتسب إلى الاجترار والحزن والتلقين هي ذات يجب إيقاف إعادة إنتاجها. وإن استراتيجية تطوير التربية العربية التي وضعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والتي تشكل عصارة الجهود التربوية للبلدان العربية لم تتوصل إلى إعطاء الأفضلية لمفهوم التقدم في الإنتاج وفي القوى المنتجة على جميع المستويات، لذلك نرى فيها تعبيراً عن سياسة تربوية نخبوية لا تتنبه للضحايا.
وإن الغايات أي غايات الفلسفة العربية المنشودة كما عددها ووصفها باحثنا والتي رآها جديرة بمقام الصدارة يقول أنها تطرح فوراً لزوم تتبعها لخطوات كثيرة».
بشور
وتساءل الدكتور منير بشور: «هل بإمكان المدرسة أن تقود المجتمع وأن تغير المجتمع.. هذا هو السؤال المحوري في الكتاب والباقي تفاصيل. وجواب الدكتور عبد الدايم اليوم ينطلق من معرفة الواقع الحي لنعمل على تغييره. يقول الدكتور عبد الدايم أن المدرسة هي المرآة في القسم الأول من الكتاب لكنه في القسم الثاني منه يعود إلى المدرسة المنارة وإلى الدعوة إلى مبادئ ومفاهيم».
وقال: «القسم الأول هو قسم المشيب والحكمة والثاني هو قسم حيوية الشباب».
نصار
وتحدث الدكتور نصار عن بعض الملاحظات حول الكتاب والمنحى الفلسفي.
وأشار إلى «سمات عامة للكتاب فهو واسع الآفاق، متنوع الموضوعات، زاخر بالإيحاءات، منفتح دون عقدة نقص».
والملاحظات تناولت الناحية الفلسفية وهي سياسية وأجمعها تحت:
1- ثنائية تربية الماهية وتربية الوجود، وتساءل عن مصدر هذه الثنائية فقال أنها تعود إلى رفائيل لافيت وسوشوكوكس وهذه الثنائية نجدها اختزالية إلى أبعد حد.
2- ثنائية الواقع التربوي والواقع الاجتماعي.
عبد الدايم
وفي الختام رد الدكتور عبد الدايم على مجمل الملاحظات بكلمة شكر فيها «المفكر العربي الرائد والكبير منح الصلح والزميلة الدكتورة زاهية قدورة، والزملاء المناقشين.. ».
وتابع «لقد كتب هذا الكتاب قبل انهيار الاتحاد السوفياتي وأزمة الخليج وهذا يعني أنه جرى الكثير من المتغيرات بعد ذلك، إلا أن هذه المتغيرات توجب في مثل هذه الظروف القلقة إيجاد تربية تتصف بالقدرة على مواجهته عن طريق فهم احتمالاته الكثيرة والمعقدة. ويجب أن نختار من بين الاحتمالات أفضلها ونمضي في ذلك».
ورد على تساؤل آخر حول سلطان المال الحاكم وجاوب على ذلك بتجديد التربية والفلسفة التربوية لتصبح قادرة على تلبية حاجات الاقتصاد والتربية بحيث يقوم ربط بين التربية والتنمية الاقتصادية.
ثم قال: «إن الكتاب يبحث في أمر يراود كل إنسان» ورأى أن «أي علاج لمشاكل التربية
لا يبلغ مداه إذا لم يكن هناك فلسفة تربوية تحدد المطلوب. وتحدد أي إنسان نريد أن نكوّن».
وتساءل عن «الإنسان الذي نريد أن نكونه»، ورأى أن «القول البديهي منذ الخمسينات نعني القول بأن التربية توظيف مثمر لرؤوس الأموال فهم وقد يفهم على غير معناه: فهو مثمر إذا توافرت في التربية الظروف المناسبة».
ورأى أنه من «أجل ذلك توقف عند أشكال لابد من جلائه ولكن هل هذه التربية والفلسفة قادرة على تغيير للمجتمع أم أنها تابع للمجتمع» وهنا أشار إلى الاتجاهات العالمية المختلفة في التربية..