ديوانية الوطن اليوم تبحث جذور الأزمة في الوطن العربي

رجال سياسة وفكر واقتصاد وتربية يجيبون عن سؤال: ما العمل؟
طرحت ديوانية الوطن على مدى عام سلسلة من القضايا المحلية والعربية والدولية شارك فيها حشد من رجال الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة في إطار الحوار الديمقراطي الذي أرست دعائمه حول قضايا الساعة التي تحظى باهتمام الشعب.
وفي ديوانية الوطن اليوم حوار مختلف، من حيث الموضوع والشكل، حوار لا يقتصر على السياسة أو الاقتصاد أو الثقافة وإنما يشملها جميعاً ليمتد إلى جذور الأزمة التي يمر بها وطننا العربي في محاولة للإجابة عن السؤال الكبير: ما العمل؟
فقد استضافت الوطن نخبة من رجال السياسة والفكر والاقتصاد والثقافة للمشاركة في هذه المهمة العسيرة لتحليل الوضع العربي واستخلاص الدروس، وكيف يمكن وقف خط الانحدار في الوطن العربي وما هي الوسائل التي تساعد على ذلك هل بإصلاح النظم السياسية أم بإصلاح النظم الاقتصادية أم بتطوير النظم التربوية؟ أسئلة خطيرة ومحيرة يجيب عليها كل من: الدكتور فؤاد زكريا أستاذ الفلسفة في جامعة الكويت، د. مصطفى الخوجلي أحد الوجوه السياسية البارزة في السودان والأستاذ في كلية الطب في جامعة الكويت، الدكتور خلدن النقيب عميد كلية الآداب، الدكتور رمزي زكي الخبير الاقتصادي في المعهد العربي للتخطيط، الدكتور عبد الله عبد الدائم المفكر والخبير التربوي المعروف، الأستاذ خليل حيدر الكاتب في قضايا الفكر الديني.
وقد أدار الندوة الفكرية القيمة النائب الدكتور أحمد الربعي. وحضرها عدد من الزملاء في الوطن.

* دكتور عبد الله عبد الدائم:
* ميدان التربية:
صحيح أن السياسة تحكم عوامل النمو والتطور في شتى جوانب الحياة، وصحيح أن جوانب التطور والتقدم في الوطن العربي جوانب متداخلة ولا نستطيع فصل أي منها عن الآخر. لكنني أعتقد أنه من المفيد أن نبحث، إلى جانب الإشارة، إلى دور العوامل السياسية، عن الهامش المتروك للعوامل الأخرى. فليس من الصحيح أن نقول أن كل شيء متصل بالسياسة. صحيح أن السياسة تحكم كثيراً من جوانب حياتنا إلا أنه يوجد هنالك هامش يستطيع أن ينفذ منه المفكرون والمثقفون والعلماء للإسهام في الفكر السياسي والاتجاه السياسي؟ وإلا كنا ندور في حركة مفرغة.
نحن نريد أن نتبين دور الجوانب الأخرى. ولننتقل إلى ميدان التربية – مثلاً – ففي ميدان التربية لا شك أن العوامل السياسية وكل ما يتصل بالنظام الاقتصادي والاجتماعي العام يؤثر تأثيراً كبيراً على التربية.
والتربية ينظر إليها اليوم على أنها نظام فرعي من نظام كلي. والتربية إلى حد كبير إفراز للمجتمع ونتيجة لبنية هذا المجتمع تعمل على توليده من جديد كما يقال – هذا صحيح – ولكن في المقابل ألا يوجد أمام المربين وأمام الفكر التربوي الخلاق المبدع مجال لاقتحام بعض الجوانب بحيث يستطيع فعلاً، من خلال هذا الاقتحام ومن خلال الفكر الخلاق والتجديد والابتكار، أن يغير شيئاً من هذا الواقع، وأن يغالب العوائق الاقتصادية والاجتماعية العامة من جهة، وأن يغالب نقص الموارد المالية والمادية للدولة، – وأحياناً تضن بها على التربية وازدهارها – من جهة ثانية. لا شك أن أمامنا مجالاً لا بأس به نستطيع أن نتحرك ضمنه.