مترجم عن فولكييه مع آخرين/عدد خاص من مجلة المعلم العربي الصادرة عن وزارة التربية بدمشق
الإصدار: 1953
دار النشر: مجلة المعلم العربي

- تصدير 3
القسم الأول
حركة المدارس الحديثة 7
تمهيد 9
الفصل الأول: الرواد الأوائل للتربية الحديثة 10
1- كتاب «إميل» 14
2- هنري بستالوتزي: حياته ونشاطه التربوي، الرجل، آراؤه 16
3- فروبل: حياته 28
مراجع عامة 34
مراجع عن روسو 36
مراجع عن فروبل 38
مراجع عن رياض الأطفال 38
الفصل الثاني: تحقيق التربية الحديثة ضمن نطاق محدد
1- رياض الأطفال 40
السيدة منتسوري 41
الدكتور دوكرولي 46
مراجع عامة 51
مراجع عن مونتسوري 52
مراجع عن دوكرولي 52
الفصل الثالث: تحقيق التربية الحديثة ضمن نطاق محدد 54
2- المدارس الحديثة: 54
1- في إنكلترا 54
2- في فرنسة 57
3- في ألمانية: مراكز التربية في الريف، الجماعات المدرسية 61
الفصل الرابع: بعض المحاولات لتطبيق التربية الحديثة في
المدارس الرسمية 68
1- في فرنسة 69
الفرائق المدرسية 69
التعاوينة في المدرسة 69
المطبعة في المدرسة 72
الصفوف السادسة (السوادس الجديدة) 82
2- في البلاد ذات اللغة الألمانية: 88
كرشنشتاينر ومدرسة العمل 88
الجمهوريات المدرسية المنشأة بعد عام 1918 90
الإصلاح المدرسي في جمهورية النمسة 94
3- في أمريكا: 97
طريقة دالتون 97
مشروع ونتكا 101القسم الثاني
المبادئ التربوية المسيرة للمدارس الحديثة 105
مدخل 107
الفصل الأول: المدرسة الحديثة من خلال منظماتها الدولية 109
1- المنظمات الدولية 109
2- الخصائص الأساسية للمدرسة الحديثة 112
الفصل الثاني: المبادئ التربوية في المدارس الحديثة 125
1- المبدأ الأول: أولوية التربية: التربية قبل التعليم 125
التربية الفكرية 126
التربية الخلقية 128
التربية الشاملة 131
2- المبدأ الثاني: استناد التربية إلى علم النفس 132
3- المبدأ الثالث: جعل الطفل مركز التربية: 137
ثورة كوبرنيكية 137
الطفولة غاية في ذاتها 137
مدرسة فعالة 140
تربية وظيفية 144
عمل حر 146
نشاط عن طريق اللعب 148
4- المبدأ الرابع: الاستقلال: 150
الاستقلال بوجه العموم 151استقلال الفرد 157
استقلال الجماعة 159
5- المبدأ الخامس: تحقيق بيئة طبيعية: الحياة في الريف 161
الريف 161
حياة داخلية أسرية 162
التربية المختلطة 165
6- المبدأ السادس: تربية فردية وسط روح جمعية 170
الفردية 170
الروح الجمعية 172
7- المبدأ السابع: جو من التفاؤل والثقة 175
الإيمان بأن الطبيعة خيرة طيبة 175
تربية ضمن جو من الثقة 180
تربية ضمن جو من السعادة 182
خاتمة 185
مراجع القسم الثاني 185
رغبت مجلة المعلم العربي أن تقدم لقرائها، مكان العددين السابع والثامن من عام 1952-1953، تعريباً لكتاب «المدارس الحديثة»، من تأليف «بول فولكييه».
وقد حملها على هذه الرغبة أولاً أن تزود قراءها بعدد من الكتب التوجيهية التي من شأنها أن تبث فيهم الروح التربوية التي تحرص على إشاعتها بين المعنيين بأمور التعليم. ذلك أن كتاباً موحد الاتجاه هو أدنى إلى تحقيق هذه الغاية من المقالات المتناثرة.
ثم إن من شأن مثل هذه الكتب الجامعة المجملة ثانياً، أن تكون مصدراً يعتمده كتاب المجلة من بعد، ليفصلوا بعض جوانبه ويشرحوا منه ما غمض. وبهذا يكون بين الكتاب والقراء أرض مشتركة عليها يعملون ومن أسسها يبدؤون. وبهذا أيضاً تقترب الصلة بين الكاتب والقارئ من الصلة التي تقوم بين الأستاذ وأتباعه، إذ تكون هذه الكتب التي نرجو أن تقدمها المجلة في كل عام، واسطة اتصال حي، يتدارسها القراء متسائلين ويدرسها الكتاب شارحين مبينين. حتى كأننا أمام مصادر للبحث يزود بها الكتاب القراء.
ومثل هذا المنهج الموجه الذي يرسم الخطط ويقدر المصير، جدير ولا شك بمجلة حكومية لا تبغي البحث المترف بقدر ما تبغي الأثر الفعال والتوجيه المنتج. وهو جدير قبل هذا بمجلة تربوية تدرك أن التربية خطط تخط وأخاديد تشق، وأن قيمتها تثوي في قدرتها على غزو نفوس المعلمين وتكييف عقولهم.
والكتاب الذي نقدم ترجمته واحد من كتب كثيرة تتحدث عن التربية الحديثة والمدارس الحديثة. ولم يكن اختيارنا له لأنه يفضل غيره في كل شيء، وإنما اخترناه لما يتصف به من عرض جامع للحركات التي وجهت التربية الحديثة وعملت على خلق المدارس الحديثة؛ ولما يشتمل عليه من أسلوب في العرض مبسط مسهل قريب من متناول الدارس؛ ولأن صاحبه يلتزم الحياد غالباً في حديثه عن التربية الحديثة، وإن يكن يعطف عليها.
أما موضوع الكتاب، وهو التربية الحديثة وما نشأ عنها من مدارس، فهو، على كونه حديثاً مكروراً طالما طرقه المربون، يظل جديداً أنى كان، ويظل جديداً في بلادنا خاصة. ولنا الحق في أن نعد مثل هذا الحديث نقطة الارتكاز لكل حديث عبر التربية وثبتاً علمياً ضرورياً ينبغي أن تنطلق الأبحاث الأخرى منه. وأقل فوائده، على أية حال، أن يثير لدى المعلمين فكرة التجديد ويحملهم على التفكير في عملهم اليومي ويخرجهم من سنتهم التي يجرون عليهم غالباً. ولعله يثير لدى بعضهم رسالة تربوية عميقة ويفتح موهبة تعليمية كانت مُكتّمة. عن طريق الرعشة التي تحدثها قراءة حياة كبار المربين من أمثال بستالوتزي وفروبل ومونتسوري ودوكرولي وباركهرست وغيرهم، هؤلاء المربين الذين كان معظمهم معلمين عاديين، واستطاعوا أن يقدموا للعالم من خلال عملهم المتواضع في التعليم، شعاعاً روحياً لا ينطفئ وغذاء إنسانياً لا ينسى. وبهذا يعرفون كيف يستطيع المعلم أن يجعل من عمله الصغير ذي النطاق الضيق عملاً عالمياً مدوياً. ويدركون هذه الحقيقة التي تنطبق على جميع ميادين الحياة الإنسانية وهي أن جلال العمل لا يقاس بسعته الكمية وإنما يقاس بكيفه وعمقه، وأن في وسع المبدع أن يخلق من أي عمل مهما صغر، عملاً ذا مذاق خاص وإشعاع خاص. وما أحوجنا في هذه الفترة إلى روح كهذه!
وحتى إذا لم يتحقق هذا المطمح لدى الكثيرين، وأعني بهذا المطمح بعث رسل للتربية وحواريين لها بين صفوف المعلمين، فإن من شأن مثل هذا الكتاب أن يخلق لدى العاديين من أبناء التعليم بعض الرغبة في التجديد، وأن يقتل في نفوسهم الملل الناشئ عن ذلك الأسلوب الرتيب في التعليم، أسلوب التلقين. إنهم سيجدون في أنفسهم دون شك نشاطاً جديداً حين ينفتح أمامهم، عن طريق الاطلاع على أساليب التربية الحديثة، مجال واسع للعمل في المدرسة يتعدى مجال الكتب والمقاعد والطلاب، إلى كل شيء في الحياة، من صناعة وريف ومهنة ومسرح وبحث حر وقيادة وتنظيم وغير تلك من مجالات تحرص التربية الحديثة على إدخالها ضمن إطار المدرسة، ما دامت المدرسة في نظرها هي الحياة. إنهم سيصبحون فعالين دون شك كطلابهم، حين يتبعون أسلوب التربية الفعالة. وإن مواهبهم ستتفتح بدلاً من أن تنطفئ، كما تتفتح مواهب طلابهم، حين ينغمسون وإياهم في جو التربية الحديثة.
على أن هذا المجال ليس مجال الحديث عن التربية الحديثة وفوائدها، وفي الكتاب ما يغني عن مثل هذا التبشير به. وحسبنا أن يجد القارئ في هذا التصدير ما يبعث لديه الرغبة في قراءة الكتاب والتزود من مبادئه. ولعل خير تقديم له الاطلاع عليه نفسه.
دمشق في حزيران 1953
المعرّبون