الإصدار: 1996

دار النشر: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) – تونس

تقديم 7
القسم الأول: موضوع الاستراتيجية وإطارها وحدودها ودواعيها وأهدافها
– أولاً: موضوع الاستراتيجية: إطاره وحدوده 9
– ثانياً: دواعي الاستراتيجية وأهدافها 12
القسم الثاني: صلب الاستراتيجية
– تمهيد: بنية الاستراتيجية ومنهجها ـ أبوابها وفصولها 36
الباب الأول: واقع رياض الأطفال في الوطن العربي من حيث الكم 39
– مدخل 39
الفصل الأول: أعداد الرياض وتوزعها وأعداد الأطفال وتوزعهم 42
الفصل الثاني: أعداد العاملين في رياض الأطفال وتوزعهم تبعاً للمؤهلات 54
– نتائج وتوصيات الفصل الأول والثاني من الباب الأول 58
الباب الثاني: واقع رياض الأطفال في الوطن العربي من حيث الكيف 63
– مدخل 63
الفصل الأول: مناهج رياض الأطفال في الوطن العربي 67
– نتائج وتوصيات الفصل الأول من الباب الثاني 94
الفصل الثاني: إعداد المعلمين في رياض الأطفال وتدريبهم في
الوطن العربي 101
– نتائج وتوصيات الفصل الثاني من الباب الثاني 119
الفصل الثالث: مباني رياض الأطفال وتجهيزاتها في الوطن العربي 126
– نتائج وتوصيات الفصل الثالث من الباب الثاني 138

الباب الثالث: ثقافة الطفل في مرحلة رياض الأطفال 143
– مدخل 143
الفصل الأول: المصادر الأساسية لثقافة الطفل 144
– نتائج وتوصيات الفصل الأول من الباب الثالث 152
الفصل الثاني: وسائل تثقيف الأطفال 155
– نتائج وتوصيات الفصل الثاني من الباب الثالث 167
الباب الرابع: الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة 173
– مدخل 173
الفصل الأول: تربية الأطفال المعوقين في الوطن العربي 175
– نتائج وتوصيات الفصل الأول من الباب الرابع 179
الفصل الثاني: تربية الأطفال الموهوبين وتنمية الإبداع في رياض
الأطفال في الوطن العربي 182
– نتائج وتوصيات الفصل الثاني من الباب الرابع 194
الباب الخامس: الطفولة العربية بين الماضي والحاضر والمستقبل:
المعالم المستقبلية للتربية العربية في المرحلة السابقة
على المدرسة الابتدائية وتأصيلها 198
– مدخل 198
الفصل الأول: أصول تراثية مستقبلية 200
– نتائج وتوصيات الفصل الأول من الباب الخامس 213
الفصل الثاني: التربية المستقبلية وتوظيفها في مرحلة الرياض 217
– نتائج وتوصيات الفصل الثاني من الباب الخامس 225
– سبل إنفاذ الاستراتيجية 229

القسم الأول
موضوع الاستراتيجية
وإطارها وحدودها ودواعيها وأهدافها

(أولاً) موضوع الاستراتيجية: إطاره وحدوده

-1 على الرغم من ذيوع مصطلح «التعليم ما قبل المدرسي» في الأدب التربوي العربي، وذلك في سياق الحديث عن «رياض الأطفال» بوجه خاص، فإن الصحيح عندنا – وعند أئمة التربية في العالم – هو إيثار مصطلح «التعليم السابق على المدرسة الابتدائي» (ونستخدم هنا كلمة تعليم مؤقتاً).
-2 ذلك أن التعليم المدرسي يعني اليوم، في إطار التربية المستمرة من المهد إلى اللحد، وفي نطاق التمييز بين التعليم النظامي و«التعليم غير النظامي»، أي تعليم يتم عبر مراحل التعليم النظامي المتتالية، ضمن مؤسسات رسمية أو خاصة. وبهذا المعنى فالتعليم الذي يجري في رياض الأطفال (على اختلاف مدته ومضمونه) يدخل في إطار التعليم المدرسي. فهو تعليم نظامي، تضطلع به مؤسسات حكومية أو أهلية، يسبق مرحلة التعليم الابتدائي، ويمتد سنوات قد تطول وقد تقصر كما سنرى، ويقدم تربية منظمة شاملة تتناول بالتنمية والتهذيب شتى جوانب حياة الطفل الجسدية والحسية والحركية، والعاطفية والاجتماعية والعقلية. فهو إذن، كالتعليم الابتدائي سواء بسواء، من حيث كونه تعليماً نظامياً مدرسياً، وإن اختلف مضمونه، وتفردت مناهجه بسمات خاصة تلائم خصائص نمو الطفل في تلك المرحلة من عمره. إنه حقاً تعليم سابق للمدرسة الابتدائية.
-3 على أننا نمضي في تحديد المصطلح إلى أبعد من هذا. ذلك أننا لسنا في حقيقة الأمر أمام مجرد ضرب من التعليم سابق للمدرسة الابتدائية، بل نحن أمام تربية شاملة للطفل سابقة لتلك المدرسة وميسِّرة لها ولما بعدها في الوقت نفسه. وإذا كان لفظ «التربية»، بدلاً من التعليم، هو المصطلح الأوفى للدلالة على ما يتم من جهد ونشاط وخبرة ومعرفة عبر مراحل التعليم كلها، فإنه أجدر بالدلالة بوجه خاص على ما يجري في مرحلة الطفولة المبكرة، السابقة لمرحلة دخول المدرسة الابتدائية، حيث الرعاية التربوية بالمعنى الواسع للكلمة (جسديها وعقليها وانفعاليها واجتماعيها و…) هي المنهج الأساسي في تعهد هذه المرحلة من العمر، وحيث تلقي المعرفة والعلم لا يعدو أن يكون جزءاً لا يتجزأ من التنمية والتربية الشاملة المتكاملة لشتى جوانب شخصية الطفل، تلك التنمية الشاملة التي هي الأصل والهدف.
ومن هنا نؤثر أن نتحدث عن «التربية السابقة على المدرسة الابتدائية» فهي أدنى للقصد من الحديث عن «التعليم السابق للمدرسة الابتدائية».
-4 على أن علينا أن نخطو خطوة أخرى هامة. ذلك أننا لم نحدد بعدُ السنوات التي تشملها «التربية السابقة للمدرسة الابتدائية». وأول ما يتبادر للذهن أنها تشمل مرحلة «رياض الأطفال»، التي تطول وتقصر تبعاً للبلدان المختلفة وتبعاً لمدى الاهتمام برعاية الأطفال. على أنها في الجملة، تتصل في بعض البلدان بسنوات العمر التي تتراوح بين نهاية السنة الثانية (وبداية السنة الثالثة) وبين بداية السنة السادسة من العمر (أو نهايتها تبعاً لسن الإلزام الشائع في كل بلد). بل إن الكثرة الكاثرة من بلدان العالم – حتى في العالم المتقدم – تقتصر في رياض الأطفال على السنوات التي تمتد من الرابعة من العمر والسادسة من العمر. على أننا سنرى أن كثيراً من البلدان المتقدمة تعنى منذ العقدين الماضيين بوحه خاص بالسنتين اللتين تمتدان بين بداية السنة الثانية ونهاية السنة الرابعة، معتبرة التربية التي تقدم فيهما جزءاً من التربية التي تقدم في رياض الأطفال (وإن أطلق عليها أحياناً في تلك الرياض اسم شعبة الصغار). وسوف نرى مسوغات ذلك خلال حديثنا عن مبررات الاستراتيجية، وعلى رأس تلك المسوغات خصائص الطفولة المتميزة والمتفردة خلال هاتين السنتين، والتسارع الهائل في النمو الذي يشهده الطفل خلالها.
على أن قصدنا ههنا ليس مجرد الحديث عن مدى السنوات التي تشملها مرحلة رياض الأطفال، طالت هذه المرحلة أو قصرت. إن همنا الأساسي ينصب على تأكيد الاتجاه السليم في التربية السابقة للمدرسة الابتدائية، وهو اتجاه أجمع علية القوم ومضى في تأكيده يوماً بعد يوم شتى المعنيين بتربية الطفولة. فهذه التربية لا تبيح لنفسها اليوم أن نقتصر على تربية الطفل في رياض الأطفال، سواء بدأت تلك التربية في الثانية من العمر أو بعد ذلك.
إنها ترى أن التربية الحقة للطفل تبدأ قبل المهد، عن طريق العناية بالأم الحامل، وتمتد خلال سنوات الطفولة كلها، متزينة في كل مرحلة بالزي الملائم لنمو الطفل، مصطنعة من المؤسسات ألواناً عديدة لا تقتصر على التربية المدرسية، مجندة في ذلك جهود الأمهات والآباء والمعلمات والمجتمع بأسره. وسنعود إلى ذلك في ما بعد. وحسبنا ههنا في معرض تحديد المصطلح، أن نبين أن تربية الطفل السابقة للمدرسة الابتدائية تشمل من حيث المبدأ الجنين والحامل كما تشمل شتى أنواع الرعاية المنزلية أو غير المنزلية التي تتم في السنوات الغضة الأولى من الطفولة السابقة لمرحلة رياض الأطفال. وهكذا تضطلع بهذه التربية البنى الاجتماعية الآتية بوجه خاص: العائلة ومن يدور في فلكها – المجتمع – دور الحضانة – دور المراقبة النهارية المرتبطة بالمصانع والمؤسسات الاقتصادية المختلفة أو دور المراقبة المستقلة – رياض الأطفال. وإذا تركنا المؤسسات جانباً، واتجهنا صوب محتوى التربية التي ينبغي أن تقدم للطفل منذ الحمل به وخلال سنوات الطفولة الأولى، ولا سيما المبكرة منها، كان علينا أن نقول بوجيز العبارة إن هذا المحتوى ينبغي أن يكون شاملاً متكاملاً، منصباً على أهداف ثلاثة متآخذة: الإبقاء على حياة الطفل وحمايته وتغذيته – تيسير نمو الطفل وتعزيزه – تنمية إمكانات الطفل واستعداداته (من خلال ذاته)، في جوانبها المتعددة ولا سيما جوانبها الحركية والعاطفية والاجتماعية والعقلية، تنمية مترابطة مؤتلفة، ومستمرة متصلة، ومستجيبة للفروق بين الأطفال.
وجملة القول إن كلمة «تربية سابقة للمدرسة الابتدائية» تعبير عن جملة من النشاطات تتم في المنزل والعائلة والمجتمع والمدرسة كما تشمل الجهود النظامية والجهود غير النظامية وشبه النظامية التي تهدف، كما قلنا، وكما سنرى بتفصيل أكبر في ما بعد، إلى إيقاظ الطفل منذ طور مبكر وتقديم شتى أشكال العون والرعاية التي تؤدي إلى كامل تفتحه.
إنها تشمل فيما تشمل العناية المتواقتة والمتشابكة بأمور كالصحة والتغذية، وكالتطبيع الاجتماعي، وتقديم العون للوالدين، ولا سيما الأم، ليكونوا أقدر على حسن رعاية أبنائهم، وكتوفير أسباب النمو للقيم الخلقية والوطنية والمدنية والدينية لدى الطفل، وكالاستجابة لحاجة الطفل إلى التعبير الذاتي عن طريق لغته الخاصة، فضلاً عن سائر ضروب النشاط التي تؤدي إلى اكتمال تفتحه ونموه الجسدي والعاطفي والعقلي، كما سبق أن ذكرنا، وكما سنرى بتفصيل أكبر في صلب حديثنا عن الاستراتيجية.
-5 وهكذا قد يكون المصطلح السليم للدلالة على التربية السابقة للمدرسة الابتدائية، هو المصطلح الذي يعبر عن هذا المعنى الواسع والشامل لتربية الطفولة، مدى ومدة ومحتوى. وهو ما يلجأ إليه بعض الباحثين أيامنا هذه حيث يتحدثون عن رعاية الطفل وتنميته منذ الولادة وحتى السادسة من العمر.
ومن هنا كانت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على حق حين أطلقت على الخطة التي وضعتها عام 1406 هـ (1986 م) اسم «خطة تربية الطفل العربي في سنواته الأولى». ومثل هذا فعلته المنظمة حين وضعت دراستها عن «رياض الأطفال في الوطن العربي: الواقع والطموح» (1406 هـ – 1986 م) إذ جعلت هذه الدراسة جزءاً من عنوان شامل جامع: «خطة تربية الطفل العربي».
–6 على أننا لن نتصدى، في الاستراتيجية المنشودة، لتربية الطفل ورعايته من خلال هذا المعنى الشامل والكامل، رغم إيماننا بصحته وسلامته. فالحديث عن مثل هذه التربية الممتدة قبل المهد وحتى المدرسة الابتدائية، بشتى صورها وأشكالها، يمضي بنا إلى شعاب بعيدة وعديدة، وإلى آفاق عديدة ومتوالدة. ثم إننا ما نزال في معظم البلاد العربية، شأننا شأن معظم الدول النامية بل بعض البلدان المتقدمة، في مرحلة تستلزم العناية المركزة بمرحلة رياض الأطفال الممتدة بين الثالثة أو الرابعة من العمر وبين السادسة من العمر.
وهذا لا يعني أننا لن نتعرض – عبر الاستراتيجية – للجوانب المتصلة بتربية الطفل ورعايته الشاملة والمتكاملة، منذ الولادة بل ما قبلها. لا سيما أن الفصل بين مراحل تربية الطفل فصل غير جائز. وكل ما في الأمر أننا لن نتوقف عند ما يتصل بتربية الطفل المبكرة إلا عند الجوانب المتصلة اتصالاً وثيقاً بتربيته في مرحلة رياض الأطفال، مؤكّدين دوماً التواصل والتكامل بين المراحل المختلفة في حياة الطفل وتربيته، وللتعرف على الخلفية التي نقيم عليها تربية الطفل في رياض الأطفال.
-7 وجملة القول إن إطار الاستراتيجية التي بين أيدينا إطار يقتصر على «تربية الطفل العربي في رياض الأطفال»، دونما إغفال لتربية أسبق وأعمق وأفدح خطراً، تبدأ قبل الولادة وتمتد حتى دخول روضة الأطفال مكوناً الخلفية الأساسية لكل تربية تالية لها.
-8 نخلص من هذا كله إلى أنه على الرغم من أن المصطلح الذي تأخذ به الاستراتيجية التي بين أيدينا للتعبير عن موضوعها وإطارها هو مصطلح «التربية السابقة على المدرسة الابتدائية» فإنها تقتصر على مرحلة رياض الأطفال أنَّى بدأت (في بداية الثالثة أو الرابعة من العمر) حتى مرحلة دخول التعليم الابتدائي (في السادسة من العمر أو بعد ذلك، تبعاً للبلدان المختلفة). وتنصب عناية الاستراتيجية على هذه المرحلة، دون أن تغفل الربط بينها وبين ما قبلها، بل دون أن تهمل مسألة الانتقال منها إلى مرحلة التعليم الابتدائي وأهمية التمهيد لها والترابط معها.

(ثانياً) دواعي الاستراتيجية وأهدافها
-1 لمحة تاريخية خاطفة:
-1-1 العناية بسنوات الطفولة الأولى مطلب وواقع إنساني عريق، نكاد نقع عليه لدى الأمم جميعها، قديمها وحديثها، مجدته الثقافات المختلفة ورفعت من شأنه. وعلى رأس الثقافات التي أنزلته منزلة رفيعة الثقافة العربية الإسلامية. وسنرى تفصيل ذلك فيما بعد.
-2-1 وفي العصور الحديثة، تطورت هذه العناية وأخذت أشكالاً مختلفة، وصوراً متعددة بتعدد البلدان وتباين مراحل نموها، فعرفت البلدان العربية التربية المنزلية والكتاتيب في بادئ الأمر، وعرفت الدول المصنعة رياض الأطفال منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتطورت في هذه البلدان المصنعة منذ الخمسينات من هذا القرن. وتطور هذا النموذج في شكله ومضمونه، وظهرت القوانين والنصوص الرسمية تترى، تحدد بنية هذه الرياض وأهدافها وبرامجها وطرائقها، وتزيد في تجويدها وتجديدها يوماً بعد يوم. وقد عرفت الستينيات بوجه خاص فورة عارمة في مجال تطوير رياض الأطفال في معظم أنحاء العالم. وقد يسر ذلك كله التطور الكبير الذي أحرزته الدراسات المتكاثرة الخاصة بعلم نفس الطفل وبنموه الجسمي والعاطفي والعقلي والاجتماعي.
-3-1 وقد ساعد على هذا التطور الاهتمام الذي أخذت توليه كثير من المنظمات الدولية (وعلى رأسها اليونسكو واليونسيف ومنظمة الصحة العالمية) لرعاية الطفولة والتربية السابقة على المدرسة الابتدائية. فقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959. ثم أصدرت، عام 1989 «الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل» وقد كان إعلان الجمعية العامة عام 1979 عاماً عالمياً للطفل، منطلقاً لنشاطات متكاثرة وجديدة في مجال تربية الطفولة بوجه عام وفي مجال رياض الأطفال بوجه خاص. ومنذ ذلك التاريخ توالدت البرامج التي تقدّم نماذج تربوية فعالة وقابلة للتحقيق بل وقليلة الكلفة.
-4-1 وقد تكاثرت بالتالي الندوات والمؤتمرات التي عقدتها المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، وهي تند عن الحصر:
-1-4-1 من أبرزها على المستوى العالمي: «القمة الدولية من أجل الأطفال» التي نظمتها الأمم المتحدة في نيويورك عام 1990. وكان من أهم أهدافها دفع الدول المختلفة إلى الالتزام بتحديد أهداف واضحة واستراتيجيات عملية تكفل بقاء الأطفال وحمايتهم ونموهم وتربيتهم، انطلاقاً من الإيمان بأن تفتح هؤلاء الأطفال جزء لا يتجزأ من التقدم في المجتمعات البشرية جميعها.
-2-4-1 ومن أهمها على النطاق الإقليمي العربي اجتماع الخبراء الذي عقده «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» بالتعاون مع «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» (يونسيف) ما بين 9-7 آذار/ مارس من عام 1989، والذي اتخذ توصيات هامة تتصل بالطفولة والأطفال، (ولا سيما فيما يتصل بتوعية الآباء والأمهات، وبالمعوقين من الأطفال، وبصحة الأم والطفل).
-3-4-1 ومن أبرز الندوات الوطنية العربية في هذا المجال، «الندوة الوطنية حول الإعلام والتنمية» التي عقدت بدمشق في إطار التعاون بين وزارة الإعلام وهيئة تخطيط الدولة في الجمهورية العربية السورية وبين منظمة الأمم المتحدة، وذلك بين العاشر والثاني عشر من حزيران/ يونيو 1989. ومن أهم ما جاء فيها:
«إن توفير الرعاية الصحية والنفسية والتربوية للطفل هو حق أساسي من حقوقه. وإن السعي إلى تحقيق أهداف الطفولة السليمة يتطلب مشاركة أوسع من قطاعات الدولة والمجتمع من أجل إقرار وتحديد وتنفيذ البرامج التفصيلية المتعلقة بهذه الأهداف».
-4-4-1 على أن من أبرز النشاطات في مجال الطفولة في الوطن العربي هي تلك التي قام بها ويقوم بها «المجلس العربي للطفولة والتنمية» منذ إنشائه حتى اليوم. ونشاطات هذا المجلس تند عن الحصر. وقد كان من أهمها الندوة العلمية التي أقامها في مقره بالقاهرة بين 6-3 تموز/ يوليه 1989، حول واقع رياض الأطفال ومستقبلها في الوطن العربي. وقد عنيت تلك الندوة، وحق لها ذلك، عناية خاصة بتأهيل مربيات الرياض، فضلاً عن برامج رياض الأطفال.
-5-4-1 وإن ننس لا ننس الجهود الكبيرة والموصولة التي قامت بها «الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية»، في ميدان رعاية الطفل العربي وتنميته، عن طريق أنماط متعددة من النشاط على رأسها: الكتب والمنشورات (وقد غدت متكاثرة تتصدى لمشكلات بالغة الأهمية حول الطفولة العربية)، والندوات والحلقات، والمجلة الهامة التي تصدرها لهذه الغاية، نعني مجلة «الطفولة العربية» فضلاً عن وسائل الإعلام الأخرى (ولا سيما التلفاز).
-6-4-1 وتتوّج هذه الجهود كلها على المستوى الإقليمي النشاطات المتنوعة التي تضطلع بها «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم» عن طريق الكتب والندوات والمؤتمرات، وعن طريق المجلة العربية للتربية التي تصدرها. وقد سبق أن أشرنا، في معرض حديثنا عن «المصطلح»، إلى الكتابين الهامين اللذين نشرتهما المنظمة عام 1406 هـ (1986 م): أولهما رياض الأطفال في الوطن العربي: الواقع والطموح. وثانيهما خطة تربية الطفل العربي في سنواته الأولى. ونضيف إليهما سلسلة البحوث والدراسات في تربية الطفل العربي في سن ما قبل المدرسة، التي نشرت في عدد خاص من «المجلة العربية للتربية» (المجلد الرابع، العدد الثاني، أيلول/ سبتمبر 1984). وجهود المنظمة في هذا المجال كثيرة وموصولة.